Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 75-82)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام ، أول الرسل ، أنه لما دعا قومه إلى اللّه تلك المدة الطويلة ، فلم يزدهم دعاؤه ، إلا فراراً ، أنه نادى ربه فقال : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } الآية [ نوح : 26 ] . وقال : { رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ العنكبوت : 30 ] فاستجاب اللّه له ، ومدح تعالى نفسه فقال : { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } لدعاء الداعين ، وسماع تبتلهم وتضرعهم ، أجابه إجابة طابق ما سأل ، نجاه وأهله من الكرب العظيم ، وأغرق جميع الكافرين ، وأبقى نسله وذريته متسلسلين ، فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام ، وجعل له ثناءً حسناً مستمراً إلى وقت الآخرين ، وذلك لأنه محسن في عبادة الخالق ، محسن إلى الخلق ، وهذه سُنَّته تعالى في المحسنين ، أن ينشر لهم من الثناء على حسب إحسانهم . ودلّ قوله : { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } أن الإيمان أرفع منازل العباد ، وأنه مشتمل على جميع شرائع الدين وأصوله وفروعه ، لأن اللّه مدح به خواص خلقه .