Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 15-16)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا تفصيل لقصة هاتين الأمتين ، عاد ، وثمود . { فَأَمَّا عَادٌ } فكانوا - مع كفرهم باللّه ، وجحدهم بآيات اللّه ، وكفرهم برسله - مستكبرين في الأرض ، قاهرين لمن حولهم من العباد ، ظالمين لهم ، قد أعجبتهم قوتهم . { وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } قال تعالى رداً عليهم بما يعرفه كل أحد : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } فلولا خلقه إياهم ، لم يوجدوا فلو نظروا إلى هذه الحال نظراً صحيحاً ، لم يغتروا بقوتهم ، فعاقبهم اللّه عقوبة تناسب قوتهم التي اغتروا بها . { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } أي : ريحاً عظيمة ، من قوّتها وشدتها ، لها صوت مزعج ، كالرعد القاصف . فسخرها اللّه عليهم { سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } [ الحاقة : 7 ] { نَّحِسَاتٍ } فدمرتهم وأهلكتهم ، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم . وقال هنا : { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } الذي اختزوا به وافتضحوا بين الخليقة . { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } أي : لا يمنعون من عذاب اللّه ، ولا ينفعون أنفسهم .