Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-32)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن أوليائه ، وفي ضمن ذلك تنشيطهم والحث على الاقتداء بهم فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } أي : اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى ، واستسلموا لأمره ، ثم استقاموا على الصراط المستقيم ، علماً وعملاً ، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة . { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } الكرام ، أي : يتكرر نزولهم عليهم ، مبشرين لهم عند الاحتضار . { أَلاَّ تَخَافُواْ } على ما يستقبل من أمركم ، { وَلاَ تَحْزَنُواْ } على ما مضى ، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل ، { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } فإنها قد وجبت لكم وثبتت ، وكان وعد الله مفعولاً ، ويقولون لهم أيضاً مثبتين لهم ومبشرين : { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } يحثونهم في الدنيا على الخير ، ويزينونه لهم ، ويرهبونهم عن الشر ، ويقبحونه في قلوبهم ، ويدعون الله لهم ، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف ، وخصوصاً عند الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، وفي القيامة وأهوالها ، وعلى الصراط ، وفي الجنة يهنئونهم بكرامة ربهم ، ويدخلون عليهم من كل باب { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } [ الرعد : 24 ] ويقولون لهم أيضاً : { وَلَكُمْ فِيهَا } أي : في الجنة { مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ } قد أعد وهيِّئ . { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } أي : تطلبون من كل ما تتعلق به إرادتكم وتطلبونه من أنواع اللذات والمشتهيات ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } أي : هذا الثواب الجزيل ، والنعيم المقيم ، نُزُلٌ وضيافة { مِّنْ غَفُورٍ } غفر لكم السيئات ، { رَّحِيمٍ } حيث وفقكم لفعل الحسنات ثم قبلها منكم . فبمغفرته أزال عنكم المحذور ، وبرحمته أنالكم المطلوب .