Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 33-33)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي : لا أحد أحسن قولاً . أي : كلاماً وطريقة ، وحالة { مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ } بتعليم الجاهلين ، ووعظ الغافلين والمعرضين ، ومجادلة المبطلين بالأمر بعبادة الله ، بجميع أنواعها ، والحث عليها وتحسينها مهما أمكن ، والزجر عمّا نهى الله عنه ، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه ، خصوصاً من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه ، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن ، والنهي عمّا يضاده من الكفر والشرك ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومن الدعوة إلى الله ، تحبيبه إلى عباده بذكر تفاصيل نعمه ، وسعة جوده ، وكمال رحمته ، وذكر أوصاف كماله ، ونعوت جلاله . ومن الدعوة إلى الله ، الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسُنّة رسوله ، والحث على ذلك بكل طريق موصل إليه ، ومن ذلك ، الحث على مكارم الأخلاق ، والإحسان إلى عموم الخلق ، ومقابلة المسيء بالإحسان ، والأمر بصلة الأرحام ، وبر الوالدين . ومن ذلك ، الوعظ لعموم الناس ، في أوقات المواسم والعوارض والمصائب ، بما يناسب ذلك الحال ، إلى غير ذلك مما لا تنحصر أفراده ، مما يشمله الدعوة إلى الخير كله ، والترهيب من جميع الشر . ثم قال تعالى : { وَعَمِلَ صَالِحاً } أي : مع دعوته الخلق إلى الله ، بادر هو بنفسه ، إلى امتثال أمر الله ، بالعمل الصالح ، الذي يُرْضِي ربه . { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي : المنقادين لأمره ، السالكين في طريقه ، وهذه المرتبة ، تمامها للصديقين ، الذين عملوا على تكميل أنفسهم وتكميل غيرهم ، وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل ، كما أن من أشرِّ الناس قولاً ، مَنْ كان من دعاة الضالين السالكين لسبله . وبين هاتين المرتبتين المتباينتين ، اللتي ارتفعت إحداهما إلى أعلى عليين ، ونزلت الأخرى ، إلى أسفل سافلين ، مراتب لا يعلمها إلاّ الله ، وكلها معمورة بالخلق { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } [ الأنعام : 132 ] .