Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 125-125)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى - مبيناً لعباده علامة سعادة العبد وهدايته ، وعلامة شقاوته وضلاله - : إن من انشرح صدره للإسلام ، أي : اتسع وانفسح ، فاستنار بنور الإيمان ، وحيي بضوء اليقين ، فاطمأنت بذلك نفسه ، وأحب الخير ، وطوعت له نفسه فعله ، متلذذاً به غير مستثقل فإن هذا علامة على أن الله قد هداه ، ومَنَّ عليه بالتوفيق ، وسلوك أقوم الطريق . وأنَّ علامة من يرد الله أن يضله ، أن يجعل صدره ضيقاً حرجاً . أي : في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين ، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات ، فلا يصل إليه خير ، لا ينشرح قلبه لفعل الخير كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء ، أي : كأنه يكلف الصعود إلى السماء الذي لا حيلة له فيه . وهذا سببه عدم إيمانهم هو الذي أوجب أن يجعل الله الرجس عليهم ، لأنهم سدوا على أنفسهم باب الرحمة والإحسان ، وهذا ميزان لا يعول ، وطريق لا يتغير ، فإن مَنْ أعطى واتقى وصدق بالحسنى ، يسره الله لليسرى ، ومَنْ بخل واستغنى وكذّب بالحسنى ، فسييسره للعسرى .