Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 126-127)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : معتدلاً ، موصلاً إلى الله وإلى دار كرامته ، قد بينت أحكامه ، وفصّلت شرائعه ، وميّز الخير من الشر . ولكن هذا التفصيل والبيان ليس لكل أحد ، إنما هو { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } فإنهم الذين علموا ، فانتفعوا بعلمهم ، وأعدَّ الله لهم الجزاء الجزيل ، والأجر الجميل ، فلهذا قال : { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ } وسميت الجنة دار السلام ، لسلامتها من كل عيب وآفة وكدر ، وهم وغم ، وغير ذلك من المنغصات ، ويلزم من ذلك أن يكون نعيمها في غاية الكمال ، ونهاية التمام ، بحيث لا يقدر على وصفه الواصفون ، ولا يتمنى فوقه المتمنون ، من نعيم الروح والقلب والبدن ، ولهم فيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون . { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } الذي يتولى تدبيرهم وتربيتهم ، ولطف بهم في جميع أمورهم ، وأعانهم على طاعته ، ويسر لهم كل سبب موصل إلى محبته ، وإنما تولاهم بسبب أعمالهم الصالحة ، ومقدماتهم التي قصدوا بها رضا مولاهم ، بخلاف مَنْ أعرض عن مولاه ، واتبع هواه ، فإنه سلّط عليه الشيطان فتولاه ، فأفسد عليه دينه ودنياه .