Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 159-160)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم ، أي : شتتوه وتفرقوا فيه ، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيباً من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئاً ، كاليهودية والنصرانية والمجوسية . أو لا يكمل بها إيمانه ، بأن يأخذ من الشريعة شيئاً ويجعله دينه ، ويدع مثله ، أو ما هو أولى منه ، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البِدع والضلال والمفرقين للأُمة . ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف ، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين ، وفي سائر مسائله الأُصولية والفروعية . وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال : { لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي : لست منهم وليسوا منك ، لأنهم خالفوك وعاندوك . { إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ } يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم { ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } . ثم ذكر صفة الجزاء فقال : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } القولية والفعلية ، الظاهرة والباطنة ، المتعلقة بحق الله أو حق خلقه { فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } هذا أقل ما يكون من التضعيف . { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا } وهذا من تمام عدله تعالى وإحسانه ، وأنه لا يظلم مثقال ذرة ، ولهذا قال : { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } .