Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 50-50)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم المقترحين عليه الآيات ، أو القائلين له : إنما تدعونا لنتخذك إلهاً مع الله : { لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } أي : مفاتيح رزقه ورحمته . { وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } وإنما ذلك كله عند الله فهو الذي ما يفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ، وهو وحده عالم الغيب والشهادة . فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ مَنْ ارتضى من رسول . { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } فأكون نافذ التصرف قوياً ، فلست أدعي فوق منزلتي التي أنزلني الله بها . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } أي : هذا غايتي ومنتهى أمري وأعلاه ، إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ ، فأعمل به في نفسي ، وأدعو الخلق كلهم إلى ذلك . فإذا عرفت منزلتي ، فلأي شيء يبحث الباحث معي ، أو يطلب مني أمراً لست أدعيه ، وهل يلزم الإنسان بغير ما هو بصدده ؟ . ولأي شيء إذا دعوتكم ، بما أوحي إليَّ أن تلزموني أني أدعي لنفسي غير مرتبتي ، وهل هذا ، إلا ظلم منكم وعناد وتمرد ؟ قل لهم في بيان الفرق بين مَنْ قَبِلَ دعوتي وانقاد لما أوحي إليَّ ، وبين مَنْ لم يكن كذلك { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } فتنزلون الأشياء منازلها ، وتختارون ما هو أولى بالاختيار والإيثار ؟