Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 13-18)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر ما فعله تعالى بالمكذبين لرسله ، وكيف جازاهم وعجل لهم العقوبة في الدنيا ، وأن الله نجى الرسل وأتباعهم ، كان هذا مقدمة لذكر الجزاء الأخروي ، وتوفية الأعمال كاملة يوم القيامة ، فذكر الأمور الهائلة التي تقع أمام القيامة ، وأن أول ذلك أنه ينفخ إسرافيل { فِي ٱلصُّورِ } إذا تكاملت الأجساد نابتة . { نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } فتخرج الأرواح ، فتدخل كل روح في جسدها ، فإذا الناس قيام لرب العالمين . { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } أي : فتتت الجبال واضمحلت ، وخلطت بالأرض ، ونسفت على الأرض ، فكان الجميع قاعاً صفصفاً ، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً . هذا ما يصنع بالأرض وما عليها ، وأما ما يصنع بالسماء ، فإنها تضطرب وتمور وتتشقق ويتغير لونها ، وتهي بعد تلك الصلابة والقوة العظيمة ، وما ذاك إلا لأمر عظيم أزعجها ، وكرب جسيم هائل أوهاها وأضعفها . { وَٱلْمَلَكُ } أي : الملائكة الكرام { عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } أي : على جوانب السماء وأركانها ، خاضعين لربهم ، مستكينين لعظمته . { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } أملاك في غاية القوة ، إذا أتى للفصل بين العباد ، والقضاء بينهم بعدله وقسطه وفضله ، ولهذا قال : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } على الله { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } لا من أجسامكم وأجسادكم ، ولا من أعمالكم [ وصفاتكم ] ، فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة . ويحشر العباد حفاةً عُراةً غرلاً ، في أرض مستوية ، يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، فحينئذ يجازيهم بما عملوا ، ولهذا ذكر كيفية الجزاء ، فقال : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ … } .