Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 19-24)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهؤلاء هم أهل السعادة ، يُعْطَوْنَ كتبهم التي فيها أعمالهم الصالحة بأيمانهم ، تمييزاً لهم ، وتنويهاً بشأنهم ، ورفعاً لمقدارهم ، ويقول أحدهم عند ذلك من الفرح والسرور ، ومحبة أن يطلع الخلق على ما مَنَّ الله عليه به من الكرامة : { هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } أي : دونكم كتابي فاقرؤوه فإنه يبشر بالجنات ، وأنواع الكرامات ، ومغفرة الذنوب ، وستر العيوب ، والذي أوصلني إلى هذه الحال ، ما مَنَّ الله به عليَّ من الإيمان بالبعث والحساب ، والاستعداد له ، بالممكن من العمل ، ولهذا قال : { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } أي : أيقنت ، فالظن - هنا - [ بمعنى ] اليقين ، { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } أي : جامعة لما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وقد رضوها ، ولم يختاروا عليها غيرها . { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } المنازل والقصور ، عالية المحل . { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } أي : ثمرها وجناها ، من أنواع الفواكه ، قريبة ، سهلة التناول على أهلها ، ينالها أهلها ، قياماً وقعوداً ومتكئين ، ويقال لهم إكراماً : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أي : من كل طعام لذيذ ، وشراب شَهِيٍّ ، { هَنِيئَاً } أي : تاماً كاملاً ، من غير مكدر ولا منغص . وذلك الجزاء حصل لكم { بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } من الأعمال الصالحة - وترك الأعمال السيئة - من صلاة ، وصيام ، وصدقة ، وحج ، وإحسان إلى الخلق ، وذكر لله ، وإنابة إليه . فالأعمال جعلها الله سبباً لدخول الجنة ، ومادة لنعيمها ، وأصلاً لسعادتها .