Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 8-18)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : { يَوْمَ } القيامة ، تقع فيه هذه الأمور العظيمة فـ { تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } وهو الرصاص المذاب ، من تشققها ، وبلوغ الهول منها كل مبلغ . { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } وهو الصوف المنفوش ، ثم تكون بعد ذاك هباءً منثوراً فتضمحل ، فإذا كان هذا القلق والانزعاج لهذه الأجرام الكبيرة الشديدة ، فما ظنك بالعبد الضعيف الذي قد أثقل ظهره بالذنوب والأوزار ؟ أليس حقيقاً ، أن ينخلع قلبه وينزعج لبه ، ويذهل عن كل أحد ؟ ولهذا قال : { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ } أي : يشاهد الحميم ، وهو القريب حميمه ، فلا يبقى في قلبه متسع لسؤال حميمه عن حاله ، ولا فيما يتعلق بعشرتهم ومودتهم ، ولا يهمه إلا نفسه . { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } الذي حق عليه العذاب { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ } أي : زوجته { وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ } أي : قرابته { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } أي : التي جرت عادتها في الدنيا أن تتناصر ويعين بعضها بعضاً ، ففي يوم القيامة ، لا ينفع أحد أحداً ، ولا يشفع أحد إلا بإذن الله . بل لو يفتدي [ المجرم المستحق للعذاب ] بجميع ما في الأرضِ ثم ينجيه لم ينفعه ذلك . { كَلاَّ } أي : لا حيلة ولا مناص لهم ، قد حقت عليهم كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء . { إِنَّهَا لَظَىٰ * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } أي : للأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها . { تَدْعُواْ } إليها { مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ * وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } أي : أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه ، فليس له فيه غرض ، وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها ، فلم ينفق منها ، فإن النار تدعوهم إلى نفسها ، وتستعد للالتهاب بهم .