Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 43-44)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكان اللّه قد أرى رسوله المشركين في الرؤيا عدداً قليلاً فبشر بذلك أصحابه ، فاطمأنت قلوبهم وتثبتت أفئدتهم . ولو أراكهم الله إياهم كَثِيراً فأخبرت بذلك أصحابك { لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم ، ومنكم من لا يرى ذلك فوقع من الاختلاف والتنازع ما يوجب الفشل . { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } فلطف بكم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي : بما فيها من ثبات وجزع ، وصدق وكذب ، فعلم اللّه من قلوبكم ما صار سبباً للطفه وإحسانه بكم ، وصدق رؤيا رسوله ، فأرى اللّه المؤمنين عدوهم ، قليلاً في أعينهم ، ويقللكم - يا معشر المؤمنين - في أعينهم ، فكل من الطائفتين ترى الأخرى قليلة ، لتقدم كل منهما على الأخرى . { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } من نصر المؤمنين وخذلان الكافرين وقتل قادتهم ورؤساء الضلال منهم ، ولم يبق منهم أحد له اسم يذكر ، فيتيسر بعد ذلك انقيادهم إذا دعوا إلى الإسلام ، فصار أيضاً لطفاً بالباقين ، الذين مَنَّ اللّه عليهم بالإسلام . { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } أي : جميع أمور الخلائق ترجع إلى اللّه ، فيميز الخبيث من الطيب ، ويحكم في الخلائق بحكمه العادل ، الذي لا جور فيه ولا ظلم .